عندما صعد اليوفنتوس إلى الدرجة الممتازة قام بشراء لاعبين مثل تياغو ميدنيز والميرون وياكونتا وحميديتش وغريغيرا (مجاناً) ومولينارو وأندرادي ، واستغنى عن بالزاريتي وكوفاتش وكابو وبلازي وجيانيكيدا وتاكيناردي وزالاييتا ولم يتعاقد مع بوجنوف بعد استعارته من فيورنتينا.
نظرة إلى الأسماء التي اشتراها اليوفنتوس في الموسم الأول ؛ فقد أحرق أموال أندرادي بسبب إصابته فلم يلعب سوى مباريات معدودة (وللعلم هو كان معروف عنه الإصابات مما يجعل التعاقد معه قراراً غريباً في زمن كان يتوفر فيه عديد المدافعين بنفس سعره) ، أما تياغو والميرون والباقون ما عدا ياكونتا فلم يقدموا لليوفي أي شيء يذكر بل إن بلازي وكوفاتش وبالزاريتي كانوا أفضل منهم فبدلاً من أن يتحسن الفريق حقق تراجعاً أكبر والسبب أشخاص لا ينظرون إلى سوق الانتقالات بعين منطقية.
في ذلك الصيف الأول قال ديشامب بعد أن قاد اليوفنتوس إلى الدرجة الممتازة : " الخلافات كانت حول سوق الانتقالات ، هم يريدون عدداً كبيراً من اللاعبين بأسعار أقل وأنا قلت يكفينا 3 لاعبين ممن نطلق عليهم اسم أبطال" ، واستقال الفرنسي عقب ذلك وتبين أنه كان على صواب فسياسة الكم لم تجدِ أبداً بل من قاد اليوفنتوس للنجاح في الموسم الأول هم نيدفيد ودل بييرو وتريزيغية وتطور مستوى كيليني وبسالة بوفون أي أنه لم تنجح أي صفقة بإضافة حقيقية للفريق.
في الصيف التالي أهدر اليوفنتوس مدافعاً ممتازاً هو كريشيتو وأعطاه لجنوى بطريقة التعاقد المشترك واشترى بدلاً منه لاعباً لم يقدم شيء هو دي تشيلي ، ثم أضاع موهبة حقيقية في خط الوسط هي نوشيرينو من أجل صفقة أكبر من اللازم لأماوري ، وجلب سيسوكو رسمياً علماً أنه كان بإمكانه جلب تشابي الونسو أو ماسكيرانو وأحضر مدافعين قال عنهم لوتشيانو مودجي : " لا أعرف كيف يتم لفظ اسمهم كناية إلى أنهم مغمورون للغاية" وبقيت الصفقة الأكثر غرابة كرستيان بولسن ليغيب صانع الألعاب عن الفريق، فتضخمت المشكلة من هنا إنقاص الجودة بشكل غريب ويؤكد أن أصحاب السوق لا يفهمون كرة قدم ولم يتم تدعيم أهم الخطوط وهو الدفاع بشكل جيد.
صيف 2009 كان الأكثر حماقة وبنفس الطريقة ، فبعد أن أصر كلاوديو رانييري على رفض لاعب فيردر بريمن دييغو ريفاس تمت إقالته وتم جلبه واعتقد الكثيرون أنه سيلعب مهاجماً ثانياً لأن هذه هي قدراته فهو ليس بصانع العاب كما يعتقد الكثيرون ، لكن المفاجأة كانت بأنه سيكون صانع العاب اليوفنتوس وكان معه فيليبي ميلو بصفقة كبيرة جداً مقدارها 25 مليون يورو وكرستيانو زانيتي (الذي كان يبلي بشكل جيد) وماركيوني فضاع عمق التشكيل من جهة ولم يعد هناك من يصنع الأهداف من جهة أخرى في الفريق وتصاحب ذلك مع رحيل نيدفيد وتراجع مستوى دل بييرو وتريزيغية ليدخل الفريق المتاهة التي لم يخرج منها حتى الآن.
مع ماروتا كانت الأمور أفضل في صيف 2010 وإن كان الفريق يمر حالياً في أزمة ، فالفريق على الأقل يملك جودة في عدة خطوط ولديه صفقات كثيرة معظمها إعارة فالفاشل منها يعود والناجح منها يبقى وأعتقد أنه لولا إصابة كوالياريلا وياكونتا أثناء تألق الفريق لتقدم أكثر خلال الموسم لكن الفريق ما زال بحاجة إلى صفقات من النوع الكبير في الصيف المقبل وليس صفقات تدعيم خطوط.
يعاب على اليوفنتوس مع ماروتا سوقه الشتوية ، فهو رأى فان بوميل ينتقل مجاناً من دون حراك ورأى أفيلاي يذهب إلى برشلونة بسعر بخس من دون حراك ورأى مهاجمين لا يجدون مكاناً لهم مع فرقهم وأفضل من ماتري ولوكا توني ولم يتحرك يضاف إلى ذلك ضياع بادزيني وناغاتومو وعدم تدعيم الجهة الدفاعية اليسرى بشكل صحيح.
في الموسم المقبل يجب على اليوفنتوس نسيان سياسة الكم تماماً والتركيز على النوع ، فلا بد من جلب صانع العاب حقيقي قادر على خلق الفرصة وهناك أسماء كثيرة مستعدة للقدوم لتلعب مع اليوفنتوس ، ولا بد من ظهيرين بطريقة عصرية يصنعان الفرص ويساعدان اليوفنتوس والأهم تحديد خطة نستقر عليها طوال الموسم وعندها قد نرى اليوفنتوس يعود.